رمضان كريم يا مسلم
صفحة 1 من اصل 1
رمضان كريم يا مسلم
رمضان كريم
خرج من بيته وهو يتمايل يمينا ويسارا وله أطيط كأنه مركبة قديمة أو سيارة شحن
تسمع منها طقطقة جوانبها من شدة حمولتها خرج وهو يتنحنح ويتمايل كالبطة من
كثرة ما ملأ جوفه في السحور من أفخاذ الدجاج المحمص ومن السلطات و من ما لذ
وطاب من المأكولات والمشروبات المتنوعة والفواكه والحلويات وخلافه حيث كان قد
صلى الفجر بصعوبة بالغة كادت أن تزهق روحه أثناء الركوع والسجود من شدة
الامتلاء فهو لم يترك مكاناً للتنفس
وصل إلى مكان عمله وجلس على كرسيه وأخرج دفاتره وسجلاته وهو يتأفف متذمراً
من العمل ويتحدث كعادته أن الصيام ليس بالأمر السهل وأنه يعاني كثيراً من الجوع
والعطش ثم تناول من فوق الخزانة قرآناً يحتفظ به وبدأ بتلاوة القرآن وهو يتنفس
بصعوبة بالغة ويتصبب عرقاً ويقول في نفسه كم سيكون أجري كبيراً لأنني أتعذب
بالتلاوة وهو لا يدري أنه لو خفف من طعامه وشرابه لما أصابه هذا الوسواس الذي
نخر عظام جمجمته وهو يزداد بتفكيره غطرسة لكل فرض يقوم بتأديته حتى أنه يظن
في بعض الأحيان أنه قطب زمانه وفريد عصره
و بعد ساعتين من القراءة قام بقفل باب مكتبه وتمدد على طاولة العمل كأنه منطاد
وغرق في نوم عميق وشخير مرعب وذلك لحين اقتراب موعد صلاة الظهر حيث قام
مشمراً وهو يردد مع المؤذن لكسب الأجر فهو حريص على أن لا يفوته شيء من
الأجر في شهر رمضان الكريم وخرج الى الصلاة في مسجد قريب ولم يرجع الا عند
انتهاء الدوام فسجل خروجه وغادر كعادته باتجاه منزله وما ان وصل لبيته حتى تمدد
تحت المكيف وتابع سباته العميق لوقت العصر وقام كالملسوع من كثرة الأحلام
المزعجة التي يراها بسبب الضغط الهائل في جسمه المنتفخ وأدى صلاته على أكمل
وجه ورجع لبيته ليتابع جديد المسلسلات قبل الافطار وهو بين الحين والآخر يذهب
للمطبخ ليتفحص قتلاه من الدجاج و لحوم الخرفان وما مدى درجة الطبخ التي وصلوا
إليها ويتفقد المقبلات والمشروبات المتنوعة وأحياناً يتغرغر بالماء دفعاً للعطش الشديد
فشهر رمضان هذا العام حار جداً وما إن اقترب موعد الافطار حتى تراه قد جلس وهو
يعد الصحون ويصفها بحيث تكون تحت سيطرته المباشرة ويتوعد بأنه سوف يسحق
أي طعام يكون أمامه أو تقع يده عليه وسيشرب من التمر الهندي والعرق سوس ما
شاء الله له أن يشرب وأخيراً ضرب مدفع الإفطار وغاب صاحبنا عن وعيه وبدأ
يضرب أخماساً أخماس وارتفع هديره في البيت كأنه ثور مذبوح فهو لا يتكلم في هذا
الوقت حتى لو شتمته أو ضربته فهو مشغول بما هو أكبر من ذلك وفي نهاية هذه
الوقعة سند ظهره للجدار وبدأ جوفه يرتفع وينخفض بشكل مخيف واحمرت عيناه
وجحظت عيناه من كثرة الطعام وشرب السوائل وقام لصلاة المغرب وهو يتوكأ على
الكراسي وصلى صلاته بشق النفس وما لبث حتى خرج لصلاة العشاء والتراويح وبدأ
يصلي وهو يفكر بمسلسل باب الحارة وما جرى من الحوادث فيه وما أن خلصت
صلاته حتى عاد شبه مهرولا ليشبع من المسلسلات كما شبع من الطعام
رمضان كريم يا مسلم هذا ليس شهر الطعام والمسلسلات والتذمر من العمل بل هذا هو
شهر الطاعات والعمل الصالح وخدمة الناس والعمل بتقوى الله و العمل عبادة يا مؤمن
اللهم لا تجعلنا مثل هذا الإنسان الذي خلط الصالح بالسيء واجعلنا ممن يستمعون
القول فيتبعون أحسنه واجعلنا راضين مرضيين واجعلنا من عبادك الطائعين الصالحين
برحمتك يا أرحم الراحمين 00اللهم تقبل منا الصيام والقيام واغفر لنا والمؤمنين يا
كريم
اللهم آمين
بقلم عبدالرؤوف
جميع حقوق النسخ واللصق محفوظة
تقبلوا تحياتي
رمضان كريم
خرج من بيته وهو يتمايل يمينا ويسارا وله أطيط كأنه مركبة قديمة أو سيارة شحن
تسمع منها طقطقة جوانبها من شدة حمولتها خرج وهو يتنحنح ويتمايل كالبطة من
كثرة ما ملأ جوفه في السحور من أفخاذ الدجاج المحمص ومن السلطات و من ما لذ
وطاب من المأكولات والمشروبات المتنوعة والفواكه والحلويات وخلافه حيث كان قد
صلى الفجر بصعوبة بالغة كادت أن تزهق روحه أثناء الركوع والسجود من شدة
الامتلاء فهو لم يترك مكاناً للتنفس
وصل إلى مكان عمله وجلس على كرسيه وأخرج دفاتره وسجلاته وهو يتأفف متذمراً
من العمل ويتحدث كعادته أن الصيام ليس بالأمر السهل وأنه يعاني كثيراً من الجوع
والعطش ثم تناول من فوق الخزانة قرآناً يحتفظ به وبدأ بتلاوة القرآن وهو يتنفس
بصعوبة بالغة ويتصبب عرقاً ويقول في نفسه كم سيكون أجري كبيراً لأنني أتعذب
بالتلاوة وهو لا يدري أنه لو خفف من طعامه وشرابه لما أصابه هذا الوسواس الذي
نخر عظام جمجمته وهو يزداد بتفكيره غطرسة لكل فرض يقوم بتأديته حتى أنه يظن
في بعض الأحيان أنه قطب زمانه وفريد عصره
و بعد ساعتين من القراءة قام بقفل باب مكتبه وتمدد على طاولة العمل كأنه منطاد
وغرق في نوم عميق وشخير مرعب وذلك لحين اقتراب موعد صلاة الظهر حيث قام
مشمراً وهو يردد مع المؤذن لكسب الأجر فهو حريص على أن لا يفوته شيء من
الأجر في شهر رمضان الكريم وخرج الى الصلاة في مسجد قريب ولم يرجع الا عند
انتهاء الدوام فسجل خروجه وغادر كعادته باتجاه منزله وما ان وصل لبيته حتى تمدد
تحت المكيف وتابع سباته العميق لوقت العصر وقام كالملسوع من كثرة الأحلام
المزعجة التي يراها بسبب الضغط الهائل في جسمه المنتفخ وأدى صلاته على أكمل
وجه ورجع لبيته ليتابع جديد المسلسلات قبل الافطار وهو بين الحين والآخر يذهب
للمطبخ ليتفحص قتلاه من الدجاج و لحوم الخرفان وما مدى درجة الطبخ التي وصلوا
إليها ويتفقد المقبلات والمشروبات المتنوعة وأحياناً يتغرغر بالماء دفعاً للعطش الشديد
فشهر رمضان هذا العام حار جداً وما إن اقترب موعد الافطار حتى تراه قد جلس وهو
يعد الصحون ويصفها بحيث تكون تحت سيطرته المباشرة ويتوعد بأنه سوف يسحق
أي طعام يكون أمامه أو تقع يده عليه وسيشرب من التمر الهندي والعرق سوس ما
شاء الله له أن يشرب وأخيراً ضرب مدفع الإفطار وغاب صاحبنا عن وعيه وبدأ
يضرب أخماساً أخماس وارتفع هديره في البيت كأنه ثور مذبوح فهو لا يتكلم في هذا
الوقت حتى لو شتمته أو ضربته فهو مشغول بما هو أكبر من ذلك وفي نهاية هذه
الوقعة سند ظهره للجدار وبدأ جوفه يرتفع وينخفض بشكل مخيف واحمرت عيناه
وجحظت عيناه من كثرة الطعام وشرب السوائل وقام لصلاة المغرب وهو يتوكأ على
الكراسي وصلى صلاته بشق النفس وما لبث حتى خرج لصلاة العشاء والتراويح وبدأ
يصلي وهو يفكر بمسلسل باب الحارة وما جرى من الحوادث فيه وما أن خلصت
صلاته حتى عاد شبه مهرولا ليشبع من المسلسلات كما شبع من الطعام
رمضان كريم يا مسلم هذا ليس شهر الطعام والمسلسلات والتذمر من العمل بل هذا هو
شهر الطاعات والعمل الصالح وخدمة الناس والعمل بتقوى الله و العمل عبادة يا مؤمن
اللهم لا تجعلنا مثل هذا الإنسان الذي خلط الصالح بالسيء واجعلنا ممن يستمعون
القول فيتبعون أحسنه واجعلنا راضين مرضيين واجعلنا من عبادك الطائعين الصالحين
برحمتك يا أرحم الراحمين 00اللهم تقبل منا الصيام والقيام واغفر لنا والمؤمنين يا
كريم
اللهم آمين
بقلم عبدالرؤوف
جميع حقوق النسخ واللصق محفوظة
تقبلوا تحياتي
رمضان كريم
عبدالرؤوف- المراقب العام
- عدد المساهمات : 347
نقاط التميز : 725
السمعة : 43
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى