للكراهية تاريخ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
للكراهية تاريخ
من طرف محمد عواد علي الخميس أغسطس 12, 2010 7:16 am
| كعب بن الأشرف.. | |||
كان كعب بن الأشرف من أشد اليهود حنقًا على الإسلام والمسلمين, وإيذاء لرسول الله، وتظاهرًا بالدعوة إلى حربه. كان من قبيله طىء من بني نبهان، وأمه من بني النضير. وكان غنيًا، معروفًا بجماله في العرب، شاعرًا من شعرائهم، وكان حصنه في جنوب شرق المدينة.
ولما بلغه أول خبر عن انتصار المسلمين، وقتل صناديد قريش في بدر قال: أحق هدا؟ هؤلاء أشراف العرب وملوك الناس, والله إن محمد أصاب هؤلاء القوم". ولما تأكد لديه الخبر انبعث عدو الله يهجو رسول الله محمد - عليه الصلاه والسلام - والمسلمين، وبمدح عدوهم, ويحرضهم عليهم، ولم يرض بهدا القدر حتى ركب إلى قريش فنزل على بن أبي وداعة السهمي، وجعل بنشد الأشعار يبكي فيها على أصحاب القليب من قتلى المشركين؛ يثير بها حفائظهم، ويذكي حقدهم على النبي - صلي الله عليه وسلم - ويدعو إلى حربه. وعندما كان بمكه ساله أبو سفيان والمشركون: أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه؟ وأي الفريقين أهدى؟ فقال: أنتم أهدى منهم سبيلاً وأفضل؛ وفي دلك أنزل الله تعالى فوله:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً " [النساء: 51] ثم رجع كعب إلى المدينه على تلك الحال، وأخذ يشبب في أشعاره بنساء الصحابه ويؤذيهم بسلاطة لسانه. فقال الرسول - عليه أفضل الصلاة والتسليم: من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله؟ فانتدب له محمد بن مسلمة, وعباد بن بشر، وأبو نائلة واسمه سمكان بن سلامة، وهو أخو كعب من الرضاعة، والحارث بن أوس، وأبو عبس بن جبر، وكان قائد هده المفرزه محمد بن مسلمة. وتفيد الروايات في قتل كعب بن الأشرف أن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - قال: من لي بكعب بن الأشرف؟ فقال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله أقتله فأذن لي بأن أقول شيئًا. فقال - عليه السلام: قل. فاتاه محمد بن مسلمة، فقال:" إن هدا الرجل قد سألنا صدقة، وأنه قد عنانا - يقصد رسول الله محمد عليه الصلاه والسلام". قال كعب: والله لتملنه. قال محمد بن مسلمة: فإنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى تنظر إلى أي شيء يصير شأنه؟ وقد أردنا أن تسلفنا وسقًا أو وسقين. قال كعب: نعم أرهنوني. قال ابن مسلمة: أي شيء تريد؟
قال: أرهنوني نساءكم. فقال ابن مسلمة: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب. فقال: فترهنوني أبناءكم. قال: كيف نرهنك أبناءنا.. فيسب أحدهم فيقال بوسق أو بوسقين، هذا عار علينا، ولكننا نرهنك اللأمه - يعني السلاح - فواعده أن يأتيه. وصنع أبو نائلة مثل ما صنع ابن مسلمة؛ فقد جاء كعب فناشد معه أطراف الأشعار سويعة، ثم قال له: ويحك يا ابن الأشرف إني قد جئت لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عني. قال كعب: أفعل. قال أبو نائلة: كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء؛ عادتنا العرب، ورمتنا عن قوس واحدة، وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال، وجهدت النفس.. ودار الحوار على نحو ما دار مع ابن مسلمة، وقال أبو نائلة أثناء حديثه: إن معي أصحابًا لى على مثل رأيى، وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعم وتحسن في ذلك. وقد نجح ابن مسلمة وأبو نائله في هدا الحوار إلى ما قصدا، فان كعب لن ينكر معهما الأخ والأصحاب بعد هذا الحوار. وفي ليلة مقمرة اجتمعت المفرزة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشيعهم إلى بقيع الغرقد، ووجههم قائلاً: انطلقوا على اسم الله.. اللهم أعنهم، ثم رجع بيته، وطفق يصلي ويناجي ربه. وانتهت المفرزة إلى حصن كعب بن الأشرف فهتف أبو نائلة، فقام لينزل لهم، فقالت له امراءته: أين تخرج هذه الساعة ؟ اسمع صوتًا كأنه يقطر دمًا. فقال كعب: هذا أخي ابن مسلمة، ورضيعي أبو نائلة.. إن الكريم لو دعى إلى طعنه أجاب، ثم خرج إليهم متطيبًا. وقد كان أبو نائلة قال لأصحابه: إذا جاء فإني آخذ بشعره وأشمه، فإذا رايتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه، فلما نزل كعب إليهم تحدث معهم ساعة, ثم قال أبو نائلة: هل لك يا ابن الأشرف أن نتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث بقية ليلتنا؟
فقال: إن شئتم. فخرجوا يتماشون، فقال أبو نائلة وهو في الطريق: ما رأيت كالليلة طيبًا أعطر قط, وزهى كعب فقال: عندي أعطر نساء العرب, فقال أبو نائلة: هل لي أن أشم رأسك؟ فقال: نعم. فشمه وأشم أصحابه. ثم مشى ساعة، فقال: أبو نائلة لكعب: أعود؟ فقال: نعم. فعاد لمثلها حتى اطمئن. ثم بعد ساعة قال له: أعود؟ فقال: نعم. فأدخل يده في رأسه فلما استمكن منه قال: دونكم عدو الله، فاختلفت عليه أسيافهم، لكنها لم تغن شيئًا فأخذ ابن مسلمة معولاً فوضعه في ثنيه، ثم تحامل حتى بلغ عانته، فوقع عدو الله قتيلاً، وكان قد صاح صيحة شديدة أفزعت من حوله، فلم يبق حصن إلا أوقدت عليه النيران. ورجعت المفرزة وقد أصيب الحارث بن أوس ببعض سيوف أصحابه, فسمع الرسول - عليه الصلاة والسلام - تكبيرهم فعرف أنهم قتلوه فكبر، فلما انتهوا إليه قال: أفلحت وجوهكم. قالوا: وجهك يا رسول الله، ورموا برأس الطاغية بين يديه، فحمد الله على قتله، وتفل على جرح الحارث فشفي. ولما علمت اليهود بمقتل كبيرهم كعب بن الأشرف دب الرعب في قلوبهم، وعلموا أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا يتوانى أن يتخسدم القوه لمن يريد العبث بالأمن وإثارة الاضطرابات، وعدم احترام القوانين والمواثيق، فلم يحركوا ساكنًا، وتظاهروا بإيفاء العهود واستكانوا، وعادت الأفاعي إلى جحورها. |
محمد عواد علي- المشرف العام
- عدد المساهمات : 429
نقاط التميز : 980
السمعة : 6
تاريخ التسجيل : 17/05/2010
العمر : 60
Ù…Øمد- مشرف
- عدد المساهمات : 61
نقاط التميز : 105
السمعة : 1
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
محمد عواد علي- المشرف العام
- عدد المساهمات : 429
نقاط التميز : 980
السمعة : 6
تاريخ التسجيل : 17/05/2010
العمر : 60
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى